للخفض ثلاث علامات: الكسرة وهي الأصل، والفتحة والياء، وهما نائبتان عن الكسرة.
فأما الكسرة: فتكون علامة للخفض أصالةً في ثلاثة مواضع في الاسم المفرد المنصرف، وجمع التكسير المنصرف، وجمع المؤنث السالم والملحق به، نحو: من حميد الخصال الصدق في المعاملات.
وأما الياء: فتكون علامة للخفض نيابة عن الكسرة في ثلاثة مواضع: في الأسماء الستة، وفي المثنى والملحق به، وفي جمع المذكر السالم والملحق به، نحو: خير البر ما كان للوالدين والأقربين وذي الحاجة.
وأما الفتحة: فتكون علامةً للخفض نيابةً عن الكسرة في الاسم الممنوع من الصرف (مفرداً أو جمع تكسير)، نحو: وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل، ونحو: يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل.
وللجزم علامتان: السكون وهو الأصل، والحذف وهو نائبٌ عن السكون.
فأما السكون: فيكون علامةً للجزم أصالةً في الفعل المضارع الصحيح الآخر الذي لم يتصل آخره بشيءٍ، نحو: لم يلد ولم يولد.
وأما الحذف: فيكون علامةً للجزم نيابةً عن السكون في الفعل [51] المضارع المعتل الآخر، وفي الأفعال الخمسة التي تُجزمُ بحذف النون نيابةً عن السكون، نحو: لا تعص مُرشدك – ونحو، لا تُضيعوا وقتكم سُدى.
(تنبيهات)
الأول: عُلم مما تقدم أن علامات الإعراب أربعَ عشرة علامة.
أربعٌ أصولٌ: وهي الضمة للرفع، والفتحة للنصب، والكسرة للجر، والجزم للسكون.
وعشرٌ فروعٌ نائبةٌ عن هذه الأصول: ثلاثٌ منها تنوب عن الضمة، وأربعٌ منها تنوب عن الفتحة، واثنان منها تنوب عن الكسرة، وواحدةٌ منها تنوب عن السكون.
الثاني: عُلم أيضاً مما تقدم، أن النيابة عن تلك الأصول واقعةٌ في سبعة مواضع: الأول- ما لا ينصرف، فإنه يُجر بالفتحة نيابةً عن الكسرة (إلا إذا أُضيف أو كان مقروناً بأل فيجر بالكسرة)، الثاني- جمع المؤنث السالم والملحق به، فإنه يُنصب بالكسرة نيابةً عن الفتحة، الثالث- الفعل المضارع المعتل الآخر، فإنه يُجزم بحذف آخره نيابة عن السكون، الرابع- المثنى والملحق به، فإنه يُرفع بالألف نيابة عن الضمة [52] وينصب ويجر بالياء نيابةً عن الفتحة والكسرة.
الخامس- جمع المذكر السالم والملحق به، فإنه يُرفع بالواو نيابةً عن الضمة، ويُنصب ويُجر بالياء نيابةً عن الفتحة والكسرة.
السادس- الأسماء الستة، فإنها ترفع بالواو نيابة عن الضمة، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة، وتجر بالياء نيابة عن الكسرة.
السابع- الأفعال الخمسة، فإنها تُرفع بثبوت النون نيابة عن الضمة وتنصب وتجزم بحذفها، وقد تقدم أمثلة ذلك.
(المبحث الثامن في مجمل المعربات السابقة)
المعربات قسمان: قسمٌ يُعربُ بالحركات، وقسمٌ يُعربُ بالحروف.
فالذي يُعربُ بالحركات أصالةً أربعة أنواع:
الاسم المفرد- وجمع التكسير- وجمع المؤنث السالم- والفعلُ المضارع الذي لم يتصل آخره بشيءٍ.
ومجموعها: يُرفع بالضمة، ويُنصب بالفتحة- ويُخفض بالكسرة ويُجزمُ بالسكون.
وخرج عن هذا الأصل ثلاثة أشياء:
(أ) الأسماء الممنوعة من الصرف- فإنها تُخفض بالفتحة نيابةً عن الكسرة، نحو: مررتُ بإبراهيم (ما لم تُضف أو تدخل عليها أل) فتجر بالكسرة.
[53]
(ب) الفعل المضارع المعتل الآخر: فإنه يُجزم بحذف آخره نيابة عن السكون، نحو: لم يخش- ولم يدعُ- ولم يمشِ.
(ج) جمع المؤنث السالم: وهو ما دل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف( ) وتاءٍ في آخره، فإنه يُنصب بالكسرة، نيابة عن الفتحة، نحو: خلق الله السموات.
ويطردُ هذا الجمعُ في سبعة مواضع( ):